Tuesday, July 29, 2008

عَجول كشهقة الموت

عَجول كشهقة الموت
سيدي الوقت امضِ فاني باق احصي هزائمي والمكائد/ السهوات في عمري , امضِ ، باقٍ انا فلم أبدأ بعد.
****
لا لن آتي , فما هكذا تسرد الحَيَوَات يا وقت , ما هكذا تُبَعثَر الأقدار كحصى ,
إذ حتى الحصى لها موازينُ الفيزياء اسلمت لها ارواحها الصلدة ,
فهل تريدني أن اسلم روحي للهباء يا وقتُ ؟؟؟؟
لا لن آتي فلم أبدأ بعد
****
يا وقتُ ,
ليس بالألم وحده يعيش الانسان
ليس في القلق وحده يعيش الانسان
أهي لعبة هذه ؟؟
ألم
قلق
وحدة
ثم احتراق فموتٌ؟؟؟
اسرد لنا الحكاية يا وقت
لم َأنت عجولٌ كشهقة الموت؟
أأنت على موعدٍ؟؟؟
اسرد لنا الحكاية و سنعذرك
أو, لن آتي
فاني لم أبدأ بعد .
****
28/6/2007

عيشى .. قصة حياة امرأة كردية

أهدي هذه الأغنية إلى ابنتي لارا ... حلمي الأجمل ..
الأغنية للفنان العظيم : نظام الدين آريج ( فقى تيران ) من ألبومه: أغاني شعبية كردية الجزء الأول
ترجمتها : لشدة روعتها ... و لأننا لا نزال نفرق بين البنت و الولد و نضطهد النساء إلى الآن في القرن الواحد و العشرين ... مع أننا – نحن الكرد - ندعي التحضر و التميز ...


الثلج يهطل في الخارج... عواء ذئب ...
ضوء خافت يصدر من نافذة بيت طيني ... أنين .... صرخة :
ولد طفل كردي... جاء إلى الحياة ... بدون طبيب بدون دواء .. بدون ان يعرف لماذا ؟
أهلا بك أيتها البنت الحلوة قالت الجدة المولدة ...
لكن الأم رفعت رأسها و الدمعة في عينيها ... كانت تنتظر ولدا ...
تسعة أشهر وهي تمني نفسها بولد ...
لكنها خائبة الان ... خجلة جدا من زوجها و من أهل القرية .... لماذا ؟؟
وحيدة بقيت الأم لبعض الوقت ... ثم بدأت تغني للطفلة
... نامي يا بنيتي .. نامي بنيتي عيشانة ..
ستكبرين غدا و تذهبين لترعي الخراف و الجداء ...
سيقول شباب القرية هذه البنت جميلة جدا .. ذات صيت ... انها عيشـااااااانة .......
عيشان و أصدقاؤها لعبوا بالتراب و بالحجر ...امضوا الأيام و الأشهر
...لم يعرفوا كتابا ولا قلما ... و لم يأكلوا فاكهة و لا سكر .. يومين جائعين و يوما شبعانين ...
في الثامنة قالوا : (عيشو) لا تلعبي منذ الآن مع الأطفال ... من الآن ستخدمين إخوانك ..
في الثانية عشرة غطوا شعرها و البسوها ثوبا و قفطانا ...في الصباح كانت عيشو تحضر الحطب.. بعد الظهر كانت تلم أعواد القطن ... في الشتاء كانت ربة منزل ... و في الصيف كانت تحصد .. كانت تجدّ ... لكن الخير لم يكن يدخل ذلك المنزل ...
عيشوووو أنت تصبحين عروس .. قال الأبوان العجوزان ...
باعوها كمهرة .. كأمة ادخلوها الى البيت ...
في الرابعة عشرة أصبحت عروسا ...
في الخامسة عشرة أصبحت أماً ,,, عيشاني ....
و مرت السنون صعبة مؤلمة ... تساقط شعرها .. لم تر الشمس عيشانة ... ام لاثني عشر ولدا عيشاني ... مات اثنان بالحصبة ... و ثلاثة ماتوا قبل عمر أربعين يوما ... البقية ربتهم على خبز الشعير ... و البرغل المطبوخ بدون دسم ...
ذهب الخريف و جاء الشتاء ... في الخارج تهطل الثلوج و الأمطار ... و الذئاب كانت تعوي أيضا ... في الظلام كان الأطفال يبكون ... كانت ثمة امرأة مريضة تحتضر .. مرة أخرى بلا طبيب و بلا دواء .... في الفجر أخذوها إلى المقبرة و قرؤوا عليها صفحتين من القرآن ... من بعيد .. امرأة تبكي عيشو و تقول : (عيشوووو قربان) كم سنة مضت و أنت كنت تعيشين تحت التراب ؟

- - - - -
· عيشانة : مشتق من عائشة